ҽ

مداخلة الكاردينال بارولين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مداخلة الكاردينال بارولين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 

مداخلة الكاردينال بارولين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

شارك أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك وألقى مداخلة عبر فيها عن قلق الكرسي الرسولي حيال الحروب والصراعات المسلحة الدائرة حول العالم، متوقفا عند الأضرار البشرية والمادية الجسيمة التي تترتب عليها ومسلطاً الضوء على ضرورة التعاون من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة البشرية بالنسبة لأجيال اليوم والمستقبل.

توقف نيافته في مداخلته عند المبادئ الأساسية التي عمل الكرسي الرسولي على تعزيزها، مذ أن أصبح مراقباً دائماً لدى المنظمة الأممية لستين سنة خلت، ومن بين هذه المبادئ احترام الكرامة البشرية التي منحها الله الخالق لجميع الأفراد، فضلا عن احترام سيادة الدول، والبحث عن السلام ونزع السلاح والاعتناء ببيتنا المشترك.

ولفت إلى أنه على الرغم من مرور خمس وسبعين سنة على التصديق على معاهدات جنيف، ما يزال القانون الإنساني عرضة للانتهاكات، مشيرا إلى استهداف دور العبادة، والمعاهد التربوية والمرافق الصحية والبنى التحتية المدنية. وقال إن هذا الأمر أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين، وأثر على الحياة اليومية للكثير من الأشخاص. من هذا المنطلق شدد نيافته على ضرورة أن يُحترم القانون الدولي الإنساني خلال الصراعات المسلحة، مع إيلاء اهتمام خاص بدور العبادة.

تابع الكاردينال بارولين مداخلته مذكرا الجمعية العامة للأمم المتحدة بالنداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس من أجل تحقيق السلام واتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه. وقال نيافته إن السلام ممكن إذا ما كانت توجد رغبة دولية في تحقيقه، مشيرا إلى أن تحقيق السلام مسؤولية جماعية، لذا لا بد أن تعمل الدبلوماسية الدولية في هذا الاتجاه بقوة وحزم، باحثة عن كل إمكانية للتفاوض من أجل إرساء أسس سلام دائم.  واعتبر المسؤول الفاتيكاني أن إزالة أدوات الحرب وحدها ليست كافية إذ ثمة ضرورة لاستئصال الأسباب الكامنة وراء الحروب، وفي طليعتها الجوع، وهي آفة ما تزال تعاني منها مناطق عدة من العالم، فيما تقوم مناطق أخرى بهدر الطعام.

لم تخل مداخلة المسؤول الفاتيكاني من الحديث عن ارتفاع النفقات العسكرية في السنوات الأخيرة، فيما تجد الجماعة الدولية صعوبة في الإيفاء بتعهداتها على صعيد التنمية المستدامة. ولفت إلى انعدام الثقة بين الدول، ما يؤثر سلباً على الأشخاص الضعفاء، لاسيما الفقراء والمحتاجين، مذكرا بأن للفقر وقعاً كبيراً على النساء اللواتي يرغمن على اتخاذ قرارات لا يرغبن فيها.

هذا وشدد نيافته على ضرورة أن يُحافظ على حياة الكائن البشري منذ اللحظة الأولى لتكوينها وحتى موتها الطبيعي، داعياً إلى تحسين الظروف الحياتية للمرضى، وبنوع خاص المسنين والمعوقين. وتوقف أيضا عند أهمية الدفاع عن كرامة المهاجرين، وقال إنه لا بد أن يلقى الأشخاص الباحثون عن مكان آمن القبول والاحترام وأن يتمتعوا بحقوقهم ويعيشوا بكرامة. وندد أيضا بظاهرة الاتجار بالبشر التي تعني بشكل رئيسي المهاجرين واللاجئين، والنساء والأطفال والشبان، وذكّر بأنها ممارسة غير قانونية لا بد من وضع حد لها ومن محاكمة المسؤولين عنها.

وبعد أن طالب نيافته بحظر الأسلحة النووية تطرق إلى الصراع الدائر في أوكرانيا مشددا على ضرورة العمل من أجل تفادي المزيد من التصعيد. وفي سياق حديثه عن الحرب الدائرة في غزة ذكر بارولين بأن الكرسي الرسولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبالإفراج عن الرهائن. ولم يخف قلقه حيال التطورات الراهنة في لبنان وسورية مطالباً الأطراف المعنية باحترام القانون الإنساني الدولي وباحتواء التصعيد وتطبيق وقف لإطلاق النار.

30 سبتمبر 2024, 11:54