ҽ

مداخلة لرئيس الأساقفة كاتشا في الذكرى السنوية الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية مداخلة لرئيس الأساقفة كاتشا في الذكرى السنوية الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية 

مداخلة لرئيس الأساقفة كاتشا في الذكرى السنوية الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رئيس الأساقفة غابريالي كاتشا مداخلة لمناسبة إحياء الذكرى السنوية الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، حذر فيها من الممارسات التي تؤدي إلى تآكل احترام قدسية الحياة البشرية وكرامة الشخص البشري غير القابلة للتصرف، مع التشديد على أهمية إتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء والأطفال كي يحققوا كامل إمكاناتهم.

قال سيادته إنه في الذكرى السنوية الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، يرحب الكرسي الرسولي بفرصة التفكير في تنفيذ "برنامج العمل" وأهميته في عالم اليوم. وأضاف أنه لثلاثين سنة خلت سعى مؤتمر القاهرة إلى معالجة القضايا السكانية والإنمائية الملحة، مع الاعتراف بالأهمية الحاسمة لضمان رفاه الأفراد والأسر. وكان ذلك مَعلماً هاما في فهم العلاقة بين السكان والتنمية، مشيرا إلى أن وفد الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة أن يكون الأشخاص "في صميم الاهتمامات المتعلقة بالتنمية المستدامة".  وأكد أن الكرسي الرسولي ما يزال يؤيد مبدأ المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لكونه يعزز التنمية البشرية المتكاملة، والتي "لا يمكن أن تزدهر إلا عندما يتم إشراك جميع أعضاء الأسرة البشرية في السعي لتحقيق الصالح العام والمساهمة فيه".

مضى الدبلوماسي الفاتيكاني إلى القول إنه منذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، تم إحراز تقدم كبير في مجال التنمية، وفي هذا السياق اعتمد المجتمع الدولي رؤية مشتركة تتمثل في أجندة العام ٢٠٣٠، ومع ذلك، من الواضح أنه لا تزال هناك تحديات عديدة، لا سيما في السعي إلى القضاء على الفقر. ولفت رئيس الأساقفة كاتشا في هذا السياق إلى أنه من المؤسف أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، أصبح تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ضيقا بشكل متزايد، مع ما يترتب على ذلك من تحول بعيدا عن معالجة قضايا التنمية.

هذا ثم أكد سيادته أن المناقشات تراجعت مع محاولة الكثيرين تأطير السكان كقضية يجب "حلها"، وقال إن هذا ما يتضح من خلال الضغوط الممارسة من أجل الإجهاض تحت ستار "اللغة الصحيحة سياسيا"، ما يجعله محور تركيز المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وتنفيذ برنامج عمله. واعتبر المسؤول الفاتيكاني أن هذا ليس مجرد سوء فهم يضر ببرنامج العمل، بل يسيء إلى التنمية بمعنى أوسع. كما يؤدي إلى تآكل احترام قدسية الحياة البشرية وكرامة الشخص البشري غير القابلة للتصرف.

في ختام مداخلته أكد مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية يؤكد أن الناس هم "أهم وأثمن مورد لأي أمة". واعتبر أنه في هذه الذكرى الثلاثين، من الأهمية بمكان رفض فكرة أن التحكم في عدد السكان هو مفتاح التنمية المستدامة، كما من الضروري ضمان إتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء والأطفال لتحقيق كامل إمكاناتهم.

30 أبريل 2024, 13:13