الكاردينال غراسياس يعلق على رسالة البابا العامة "لقد أحبنا"
الرسالة العامة الأخيرة للبابا فرنسيس حول قلب يسوع الأقدس "لقد أحبنا" صدرت في الرابع والعشرين من الجاري ورأى الكاردينال الهندي أنها تساعد القارئ على فهم كيفية إقامة علاقة مع الرب يسوع، مذكراً بأن محبة الله موجهة في المقام الأول إلى الأشخاص الفقراء والمهمشين، وهذه العلاقة هي الخطوة الأولى باتجاه بناء السلام والتناغم. أضاف نيافته أن عالمنا هو شاهد على العديد من الحروب والصراعات المسلحة، وهو بأمس الحاجة إلى السلام، وهي مسألة يوليها المواطنون في الهند قيمة كبيرة. واعتبر في هذا السياق أن الرسالة العامة الجديدة للبابا فرنسيس تسلط الضوء على العلاقات التي هي بالغة الأهمية من أجل الاعتناء بالأشخاص الآخرين، وقد جاءت هذه الوثيقة في الوقت المناسب، وستكون مصدر عون وقدوة روحية للمؤمنين. بعدها أشار الكاردينال غراسياس إلى أن كل الأعمال الخيرية التي يقوم بها المؤمنون الكاثوليك في الهند تنبع من قلب يسوع الأقدس، وهذا يحصل عندما يلمس المؤمن قلب الرب الذي يبدل قلب الإنسان ليلمس بدوره قلوب الآخرين. وذكّر في هذا السياق بأن الكنيسة الكاثوليكية في الهند تدير حوالي خمسة وعشرين ألف مؤسسة، من مدارس ومعاهد وكليات ومستشفيات وعيادات ومراكز إعادة تأهيل وغيرها من المؤسسات. وأوضح أن كل هذه النشاطات هي بمثابة تجاوب مع دعوة الرب لنا، واقتداءٌ به، وتعكس المحبة المنبعثة من قلبه الأقدس. وللكنيسة واجب، لا مفر منه، ألا وهو الاعتناء بالآخر بغض النظر عن مكانته المجتمعية وانتمائه الديني. ولفت إلى أن الرب اقترب من معاناة البشر وآلامهم، وكان يصنع خيراً معتنياً بالمتألمين وطالبي المساعدة. وهذا التفاعل انبعث من قلبه الأقدس. لم يخلُ مقال الكاردينال غراسياس من الحديث عن التزام الكنيسة الهندية على صعيد الرعاية الصحية، مشيرا إلى أنها تسعى إلى التخفيف من آلام المرضى، لاسيما الفقراء العاجزين عن تحمل نفقات العلاج. وأوضح في هذا السياق أن الكنيسة الكاثوليكية في الهند تملك سبعمائة وستة وأربعين مستشفىً، ومئات المؤسسات الصحية، بالإضافة إلى مائة وخمسة عشر مركزاً للتدريب الطبي. وأكد في هذا السياق أن العالم اليوم يحتاج إلى لمسة شافية، لكي يُداوى الإنسان من أنانيته وعدم اكتراثه بالآخرين، والرسالة العامة للبابا فرنسيس "لقد أحبنا" ترتكز إلى هذا المبدأ. هذا ثم عاد نيافته بالذاكرة إلى العام ٢٠٢٠، خلال جائحة كوفيد، لافتا إلى أنه طلب من جميع الأساقفة آنذاك أن يتوكلوا على قلب يسوع الأقدس، عندما كان العالم يعيش وضعاً من الارتباك والضياع، وقد أصبح عمل تكريس الهند إلى قلب يسوع مصدر حياة وإلهام للجميع، ومنح المؤمنين الأمل والرجاء. وكتب بهذا الصدد أنه شعر أن الرب نفسه ألهمه وقاد خطوات الجميع من أجل الخروج من عتمة الجائحة، والاستمرار في خدمة الفقراء والمهاجرين، والمحرومين والمسنين والمرضى والمتروكين. في ختام مقاله حول الرسالة العامة "لقد أحبنا" كتب الكاردينال غراسياس أن هذه الوثيقة تدعو المؤمنين إلى الخروج من الفردانية والتفكير بالذات وحسب، كي يذهبوا لملاقاة الآخرين، وتشجع أيضا على الحوار كي تسعى جميع الشعوب جاهدة إلى العيش بروح منفتح، ومقاسمة الأفراح والأتراح والهموم والمشاكل. |