مقابلة مع رئيس جماعة سانت إيجيديو بشأن لقاء عُقد في برلين حول موضوع "صداقة عالمية من أجل مستقبل سلام"
الشبان والشابات الأوروبيون الذين شاركوا في اللقاء طالبوا بإحلال السلام، وهو مشروع يعملون عليه يوميا في بلدانهم، ولم يأتِ هؤلاء من إيطاليا، فرنسا وألمانيا وحسب، إنما أيضا من مناطق تعاني من العنف والصراعات المسلحة، لاسيما أوكرانيا، حيث يتضامنون مع الأشخاص المتألمين ويقدمون لهم المساعدة الملموسة. المؤتمر الدولي حمل عنوان "صداقة عالمية من أجل مستقبل سلام"، ونظمته حركة "شبان من أجل السلام" التابعة لجماعة سانت إيجيديو. وتخللت اللقاء طاولة مستديرة بعنوان "في الصداقة يوجد النصر"، قدم خلالها العديد من الشبان شهاداتهم، وهم من طلاب المدارس الثانوية والجامعات، قدموا من ثلاث عشرة دولة أوروبية، وقد حضر النقاشات أيضا رئيس الجماعة السيد ماركو إيمبالياتسو. في حديث للصحفيين قال إيمبالياتسو إن حركة "شبان من أجل السلام" نمت بشكل كبير خلال السنوات الماضية وتركت بصمة هامة في العديد من مدن أوروبا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية وآسيا، وعبرت عن الكثير من الأحلام والتطلعات لجيل لا يلقى غالباً آذاناً صاغية. وأضاف أن هؤلاء الشبان والشابات رفعوا السلام لواءً لهم، وهم يكافحون من أجل السلام في حياتهم اليومية وهي مسألة هامة بالنسبة لعالم اليوم المطبوع بمنطق الحرب التي تقود إلى الموت وحسب. وهذا الأمر ينطبق على الحروب التي تُخاض بواسطة الأسلحة، فضلا عن تلك الحروب اليومية التي قد تبدو لنا طبيعية، وتحملنا على الاعتقاد بأن النصر يتطلب التعدي على الآخرين ورفعَ الصوت في وجههم وتوبيخَهم. لكن، مضى يقول، إننا نعلم أنه لا يسعنا أن نقدم للآخرين أسوأ ما لدينا بل على العكس ينبغي أن نقدم لهم أفضل ما لنا، بدءاً من الفقراء والمهمشين. خلال مشاركتهم في لقاء برلين تحدث الشبان والشابات الأوروبيون عن التزامهم اليومي وعلى مدار السنة تجاه الأشخاص المحتاجين، لاسيما في الضواحي، كالأطفال الفقراء ومن يواجهون الصعوبات، الرجال والنساء المشردين والمسنين المتروكين، فضلا عما يُعرف بـ"العطلة التضامنية" أي عندما يمضي الأشخاص عطلتهم الصيفية برفقة اللاجئين في مخيمات النازحين في قبرص واليونان. ويقول منظمو المؤتمر الدولي إنه يكتسب أهمية كبرى في زماننا الراهن، في وقت يشعر فيه سكان العالم بالحاجة الملحة إلى السلام، خصوصا إزاء سيناريوهات الحرب المقلقة في أوكرانيا وغزة. ويذكّر القيمون على هذا اللقاء بأن حوالي مائة شاب وشابة قدموا من أوكرانيا، لاسيما من كييف، ليوبولي وخاركيف، وقدموا لأترابهم الأوروبيين شهادة على مبادرات التضامن التي يقومون بها تجاه المهجرين، والعديد من الأشخاص الذين يعانون من تبعات الحرب، مؤكدين أن مبادرات التضامن هذه تشكل الخطوة الأولى باتجاه السلام. ولم تغب عن النقاشات مواضيع أخرى لا تقل أهمية عن قضية السلام من بينها الإيكولوجيا والهجرات والفقر، خصوصا وأن المؤتمر الدولي عُقد في مدينة انهار فيها، لخمس وثلاثين سنة خلت، الجدار الفاصل بين شطريها، وشكل ذلك الحدث مثالاً عن قوة الديمقراطية والحوار والبحث عن السبل السلمية للتغيير، الذي شكل علامة للأمل في المستقبل. عصر أمس الأربعاء تجمع الشبان والشابات المشاركون في اللقاء الدولي أمام بوابة براندبورغ بوسط العاصمة برلين وبالتحديد أمام النصب المخصص لضحايا النظام النازي من الغجر، وجددوا من ذلك المكان التزامهم في التصدي لكل شكل من أشكال العنف والعنصرية. |